السبت، 8 يونيو 2019

( العتاب الأخير )

قصص رعب




بسم الله الرحمن الرحيم

.. قصة قصيرة جداً  ..

 ( العتاب الأخير )


وقف بشباك البيت و لفّ أصابعه حول حدائده الصدئة و هو يتطلع للشمس تختفي خلف التلال و أخذ يعاتب نفسه ..
أنا و لساني الطويل !!
لا أعرف ما الذي سحبني من لساني و جعلني أنطق " شهراً " !!
لمَ لمْ أخرس و أكتفي بأسبوع كما تحدّوني ؟
نعم ضاعفت المبلغ أربع مرات ؛ لكن !
نعم حسبت حساباتي جيداً و تأكدت من مطلع الشهر و نهايته ؛ لكن !
نعم سكان هذه البلدة النائية في الريف الأمريكي التي قدِمْتُ للعمل بها و تحدّوني إن استطعت الإقامة في هذا البيت أسبوعاً كاملاً أن أحصل على عشرين ألف دولار لا يعرفون ما أعرف ؛ لا يعرفون عن رمضان و أن الشياطين تُصّفد فيه ؛ لكن !
نعم بقيـَتْ ساعات حتى ظُهر الغد فقط و أحصل على ثمانين ألف دولار لأعود ملِكاً إلى مصر و أبني البيت الذي أريد و أتزوج الفتاة التي أحب و أفتح مطعماً ملكاً لي وحدي لأكون سيد نفسي لا مجرد عاملٍ يتحكم فيه الجميع ؛ لكن !
لكن .. مذ غربت الشمس انقبض قلبي فجأة !!
أتاه صوتٌ شامتٌ من خلفه مباشرةً ..
عيد سعيد ! رمضان تسعة و عشرون يوماً فقط هذا العام ! تبدو فكرة المطعم رائعة!
التفت بفزعٍ شديد ناحية الصوت الذي أكمل بلهجة مصرية صريحة :
مِش كان كفايه تلات أسابيع يا فكيك ؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مِش كان : ألم يكن
فكيك : مدّعي النباهة و الذكاء 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق